أزمة دبي تضرب البورصة المصرية

ضربت أزمة دبى المالية أسواق المال العربية بقوة، ومنها البورصة المصرية التى فقدت قيمة الأسهم بها ما يزيد على ٥٦.٥ مليار جنيه خلال جلسة أمس فقط.

واهتزت البورصة المصرية أمس، وأغلق مؤشرها الرئيسى للأسهم النشطة «Egx٣٠» على هبوط ٧.٩٧%، وهو أكبر انخفاض خلال الجلسة، فاقدا ٥٠٧ نقاط ليصل إلى ٥٨٦٨ نقطة مع الإغلاق، وهو يمثل أكبر هبوط للمؤشر منذ أكثر من عام.

وفشلت مشتريات المصريين فى امتصاص البيع المكثف من المستثمرين العرب، وسط حالة من المخاوف سيطرت على أداء المتعاملين، وانخفضت بورصة أبوظبى بنحو ٨.٣%، وانخفضت بورصة دبى بنحو ٧.٣%.

وفى أول رد فعل رسمى للحكومة المصرية، أعلن مسؤول بارز بالبنك المركزى المصرى أن الأخير بدأ فى حصر كل الارتباطات المالية بين البنوك العاملة فى مصر وبين إمارة دبى وشركاتها، نافيا وجود ديون لصالح البنك العربى - الأفريقى الدولى قوامها ٧٠٠ مليون دولار على دبى العالمية.

وأعلن الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، عقب اجتماع عقده أمس لبحث انعكاسات الأزمة على البورصة المصرية والاستثمار، أن التأثيرات على الاقتصاد المصرى ستكون محدودة بحكم ما يتم اتخاذه من تدابير فى دولة الإمارات، وإعلان البنك المركزى الإماراتى عن دعم البنوك التى قد تتأثر مع توفير السيولة المطلوبة.

كانت وكالة «رويترز» أمس على لسان عبدالرحمن الصالح، مدير عام الدائرة المالية بحكومة دبى، أن الحكومة الإماراتية «لا تضمن ديون دبى العالمية، وأن الدائنين سيتأثرون بإعادة هيكلة المجموعة».

وعلى مستوى أسواق العملات، أعادت أزمة دبى – بطريقة غير مباشرة - هيبة الدولار أمام العملات الرئيسية، وانعكس ذلك على صرف الجنيه أمام العملة الأمريكية، وزادت قيمة الأخير أمام الجنيه بمقدار ١.٥ قرش بعد مسلسل انخفاض الدولار خلال الأشهر الخمسة السابقة.

وفى دبى، علق كوبيلاس دينغ، كبير المحللين بمجموعة «سيلنت» البحثية والاستشارية، قائلا فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «نظام دبى المالى الذى لم يختبر من قبل يواجه الآن اختبارا بشأن كيفية تعامله مع أزمة دولية، أطرافها يريدون اللعب بأرضية القواعد فيها غير واضحة».

وقال محيى الدين قرنفل، مدير إدارة الصناديق بشركة «الجبرا كابيتال» العاملة فى دبى: «لا حرج على دبى أن تتخلف عن سداد أقساط ديون، بل وتشهر إفلاس شركاتها الخاسرة غير القابلة لإعادة الهيكلة».